ذاك التعيس الذي جعلته الأقدار يستنشق عبير تلك الوردة المسحورة المسماة "إكسير السعادة" قبل ان يفلتها من بين يديه الضعيفتين لتطير بعيداً.
 فأذهبت عقله و قلبه و عاش اعواما موهوما حزينا يبحث عن ما ظنه المصدر الوحيد لسعادته الحقيقية.
و حين وجدها و هم ان يمسك بها لم يشعر بالسعادة التي لطالما حلم بها 
 فروحه قد استنزفت في رحلة البحث عنها و اعتادت السواد فلم تستطع ان تهنأ بما تمني عندما اصبح بين يديه.
و زال الوهم ليري ان تلك التلة المرتفعة التي تسلقها ليصل لغايته المنشودة، هي تلة صنعها من بقايا الورود الاخري التي اقتطفها بقسوة و نزع منها روحها دون ذنب، لم يدرك ان تلك الورود الضحايا كانت هي مصدر تعافيه و استعادته لقوته و سعادته الحقيقية طوال الطريق.
و تلاشي الوهم، فلا بالوردة هنأ ولا وجد ما يعزي قلبه المثقل بالحزن و الندم.

Comments

Popular posts from this blog