يوميات طالبة مفروسة


يوميات طالبة مفروسة


بمناسبة العام الدراسي الجديد حبيت اهدي المقال ده لكل واحد داخل الجامعة السنة دي و خاصة لو جامعة حكومة و يا سلام بقي لوالجامعة دي هي جامعة القاهرة العزيزة )كدة وكدة طبعا).لا شك ان الجامعة هي تجربة جديدة و مختلفة كليا عن المدرسة فهي تجربة متنوعة ما بين المشكلات التي نواجها لكن ما نلبث ان نتكيف معها كما تكيفنا مع مشكلات المدرسة و ما بين متعة تكوين صداقات جديدة و طبيعة مختلفة للمناهج و التدريس خاصة اذا كانت دراستك تحتوي علي جانب تطبيقي و مشاريع و ابحاث جماعية و الانشطة الطلابية المختلفة اللي هتقدر تشارك فيها و طبعا ده كله غير متعة استكشاف الجامعة بعيدا عن انك هتوه اول كام مرة.
 ما اقصد قوله هو ان الجامعة ليست كما يظن اي طالب مدرسي (غلبان) انها الجنة التي سيفوز بها بعد قصة كفاح مريرة طيلة سنين عمره مصبرا ذاته بالمقولة الشهيرة "اتعب دلوقتي عشان ترتاح بعدين"؟لكنه يصفع علي وجهه بالواقع الأليم في الجامعة ليس في يومه الاول لكن منذ اول لقاء له بالحاصلين علي الجائزة الأولي في البيروقراطية و الوسام الذهبي لرفع الضغط موظفي شئون الطلبة ؛ و ما تلاها من لقاءات لا تنتهي فقط لانهاء اوراق القبول بالكلية
.فلا يوجد طالب جامعي اصيل في مصر الا و تمطرعليه وابل من المشكلات في رحلته اليومية في الجامعة لكنها ايضا ليست رحلة من العذاب و المشكلات فقط ؛هي في الحقيقة خليط من هذا و ذاك هي مرحلة يجب ان تستمتع بها و تتكيف مع مشكلاتها.لذا سأحكي لكم بعض ما مررت به من تجارب ايجابية و سلبية في اول سنة لي بالجامعة .

اليوم كان يومي الأول في السنة الثانية لي في كلية الاعلام جامعة القاهرة.كنت ممتلئة بالحماس و الأمل و الفرحة ليس لأن اليوم كان بداية العام الدراسي الجديد فقط و لكن ايضا لانه اليوم الذي سألاقي فيه اصدقائي الأعزاء بعد غياب طويل و خاصة في تلك الاجازة اللعينة التي لم اتمكن من رؤيتهم فيها بسبب الأحداث الجارية في مصر (مظاهرات تلاقي؛ضرب نار تلاقي ؛خناقات موجود؛حظر تجول... ما فيش مانع).
 قررت استقبال يومي الأول بروح متفائلة و استيقظت مبكرا و ابتسامتي مرسومة علي وجهي ؛ارتديت ملابسي و اخذت اغراضي و اصبحت مستعدة لرحلة اليوم الأول لكن ما لبثت ان خطت قدماي محطة المترو حتي بدء يومي في الأنقلاب رأسا علي عقب.أمواج زحام عاتية من البشر في كل مكان ؛شقيت طريقي بصعوبة بالغة حتي وصلت لباب عربة المترو و وجدت نفسي غارقة في احد الأمواج البشرية تسحبني داخل احد العربات لأجد نفسي ملتصقة بباب العربة الذي لم يظل مفتوحا الا لثواني قليلة في مواجهة سيول البشر التي تحاول الركوب.و انقضت ساعات من العذاب و الفرهدة لاتمكن من الوصول للمحطة الصحيحة و الخروج من محطة المترو  المواجهة لباب الجامعة
.وجدت نفسي في استقبال طابور زحام من نوع اخرعلي بوابة الجامعة و بعد عدة دقائق تمكنت اخيرا من الدخول لأجد نفسي متأخرة علي المحاضرة الأولي . سرت في خطوات مسرعة باحثة عن القاعة التي سأخذ فيها محاضرتي الأولي افكر في عذر اقدمه للدكتور حتي لا يقوم بمعاقبتي.و ما ان وجدتها حتي اخذ قلبي يخفق من  حركتي السريعة و خوفي من الا يقبل عذري
.استجمعت شجاعتي و فتحت باب القاعة لأجد الدكتور يشير لي بعدم الدخول قائلا"انا ما حدش يدخلي متأخر " دون اعطائي اي فرصة لتبرير تأخري الخارج عن ارادتي.و هكذا انتهي يومي قبل ان يبتدي وحيدة متعبة منتظرة محاضرتي الثانية متأملة ان يأتي مفروس اخر ليجلس معي ويشاركني همي.
الي اللقاء قريبا......
المفروسة
ندي ايهاب ابراهيم

Comments

Popular posts from this blog