سحر أرض الفيروز يتحدي أزمة السياحة
تمتلك بعض الأماكن روح خاصة بها، تماماً كالأشخاص، تتمتع أرض الفيروز-جنوب سيناء- بسحر آخاذ يجذب الناس إليها من كل مكان.
تستمد جنوب سيناء روحها من بساطة و مقاومة أهلها، و طبيعتها الغنية.فتتوفر بها جميع أنواع السياحة مثل السياحة العلاجية، التاريخية، الدينية، و السفاري. و ربما سحرها الخاص هو ما جعلها تفرض قوانينها للبقاء و مواجهة الأزمات.
فمن الملاحظ تعرض جنوب سيناء لعدة حوادث كل ٥ سنوات بدءاً من تفجيرات شرم الشيخ عام ٢٠٠٥، ثم هجمات أسماك القرش علي شواطئ شرم الشيخ عام ٢٠١٠، تبعتها ثورة يناير عام ٢٠١١ و ما أعقبها من أحداث، و بالفعل تمكنت السياحة من إسترداد عافيتها سريعاً بعد كل حادثة.
حتي تلقت السياحة ضربة قوية متمثلة في حادثة تفجير الطائرة الروسية “إيرباص” عام ٢٠١٥، الأمر الذي أسفر عن تعليق روسيا و عدد من البلدان الغربية للسياحة إلي مصر، انخفض عدد السياح علي إثر هذا القرار بنسبة ٨١٪ تقريباً-وفقاً لمركز الاهرام للإحصائات الرقمية- و لازالت السياحة في طريقها إلي التعافي.
و بالطبع أثر تراجع السياحة علي حال العاملين بمجال السياحة بإختلاف طبقاتهم، فتم اغلاق أكثر من ٥٠ فندق تقريباً، و تسريح عمالهم أو إعطائهم أجازة بدون مرتب. و يقول صاحب أحد البازارات بخليج نعمة “بقينا نبيع للمصريين الأربع قطع بسعر اثنين، مش عارفين نأخد مكسب يكفي التزاماتنا و الإيجارات العالية”
لكن لازال يتمسك البعض بالأمل في عودة السياحة فتقول أحد الخالات البدويات التي تصنع الحلي اليدوية بدهب ” الحال ما بقاش زي الاول لكن نفسي السياحة ترجع تاني عشان نشتغل”.
و بالفعل هناك مؤشرات علي عودة السياحة الروسية، حيث وصل وفد من خبراء أمن الطيران الروسي لمصر في شهر سبتمبر الماضي.
أشاد الوفد بالإجراءات التأمينية التي تتخذها سلطات مطار القاهرة الدولي، و ستتخذ القيادة الروسية قرار بإستئناف الرحلات الجوية إلي القاهرة بناءاً علي تقرير الوفد. كما يتابع البرلمان تفاصيل تلك الزيارة و ملف السياحة بشكل عام.
و سيظل الأمل الأكبر في عودة السياحة متمثل في كنز جنوب سيناء المفتوح من معالم و أماكن طبيعية خلابة تدفع روادها للبحث و إكتشاف المزيد.
http://fekra.media/archives/185611
Comments
Post a Comment