وشوش زائفة
اصبحنا في عالمنا هذا لا نري من الناس غير وشوشها الزائفة و اقنعتها الباهتة التي يحاولون ان يتخفوا خلفها لتجملهم بصفات لا يحملونها .هذه الاقنعة التي لم تخل من صيحات الموضة فاذا كانت الصيحة ان تصبح ثوريا تعترض و تطالب بالاصلاح و تنظم المظاهرات فستجد الاف الاقنعة الثورية تشتري من سوق الاقنعة ؛و يحمل اصحابها اللافتات المطالبة بالاصلاح يسيرون و يقودون المظاهرات حتي و ان كانوا لا يفقهوا شيئا و لا يؤمنوا بما يطالبون به .
و ان كانت الصيحة الاحدث هي القناع المؤيد للسلطة و القيادات فستجد هؤلاء الذين كانوا يرتدون قناع الثورة يستبدلونه بقناع "التتطبيل" ليتمكنوا من تحقيق مصالحهم الذاتية.
حتي الامور الدينية و المجتمعية لم تخل من تلك الصيحات ؛فقد يرتدي البعض قناع الرغبة في اصلاح الذات و المجتمع و يتشدقون بأقوال في تلك الأمور ليخدعوا بها انفسهم و الناس من حولهم .و غيرهم من اقنعة لا تعد و لا تحصي قناع الحب؛قناع الصداقة؛قناع التدين؛....................
من الناحية الاخري؛لا يفهم من ذلك ان جميع الناس وشوشها زائفة لكن تاهت الاوجه الحقيقية الصادقة في بحر الاقنعة الزائفة .الامر الذي لا يلغي وجود تلك الاوجه الحقيقية لكن يصعب من اكتشافها و يتطلب معرفة طويلة بأصحابها.
كما اننا لا نعني ايضا ان كل من يغير رؤيته للحياة اما متصنع او كاذب لكن الرغبة في التغيير يجب ان تنبع من ذاته و ليس حبا في تقليد الاخريين ؛ركوب الموجة و تحقيق المصالح الشخصية.
و يجب ان يعلم مرتدي الاقنعة ان مهما كانت جودة اقنعتهم و حسن صناعتها الا انها عاجلا ام اجلا ستتهشم بواقع افعالهم مشوهة وجوهم الدميمة و تتساقط تلك الاقنعة من علي وجوههم لتظهر حقيقتهم البائسة التي لن يتقبلها احد حينها حتي من أمثالهم.
Comments
Post a Comment