قصاصات مطوية
ما خطت قدماها داخل غرفتها القديمة حتي بدأت تلك الرائحة التي اعتادتها دوما في التغلغل إلي أعماقها...رائحة يصعب وصفها فهي ليست كأي شئ آخر و كأن الذكريات التي نتركها خلفنا لها عبق خاص بها كعبق الكتب القديمة. لا نلتفت إليه و لا نميزه إلا عند اللقاء الذي يعقب فترات متباعدة من الهجران. تعقبت بعينيها ذاك الضوء الشارد من النافذة الذي يقتحم سكون الغرفة...كل شئ من مقتنياتها المحملة بقصص طواها الزمان، مازال في مكانه السابق منذ آخر مرة وطأت قدماها الغرفة ..لكن مع تراكم الغبار و آثار الزمان عليها لتغير ملمسها و ملامحها. إلا إنها مازالت قادرة علي التعرف عليها بشكلها الأصلي، و كأن العين تحتفظ بصورة ثابتة يتوقف عندها الزمن لأشيائنا المحبوبة لتظل مألوفة لدينا. سارت تتمتم "من قال أن الأماكن ليست لديها أرواح مثلنا! نحن نخلف آثار من أرواحنا في كل مكان قضينا فيه أوقاتنا" إنه الزمن و ما يصاحبه من أحداث و أفعال تغير من إحساسنا بالأشياء و الأشخاص، نعم نستطيع التعرف عليهم و نحتفظ بخزين من المشاعر تجاههم، لكنها مشاعر قابعة في تلك الذكريات و حبيستها لا يمكن استرجاعها في الوقت الحالي مما يخلف شعور...