قطار الحياة


"ما هي أحلي مرحلة في حياتك؟ " لم اقتنع يوماً بهذا السؤال !
فلكل مرحلة طابع خاص و مقومات مختلفة لا يمكن أن نضعها قيد المقارنة ابداً. تماماً كالقطار، يمر بمحطات مختلفة ليتوقف عندها قليلا حتي يصل لوجهته الآخيرة. كل محطة لها مشاهدها و عناصرها المتنوعة التي تكسبها مميزات و عيوب مختلفة...كل محطة منها ضرورة للوصول للمحطة التي تليها.



نلتقي في كل محطة بوجوه مختلفة، كثير منهم يبقي مجرد ذكري حبيسة تلك المحطة، و بعضهم يتشبث ليصعد علي متن القطار. ربما سيكمل الرحلة معك، ربما سيترجل خارج القطار في إحدي المحطات ..لكن الأكيد أن كل من يرحل يترك مقعداً فارغاً لشخص جديد و قصة جديدة تصحبنا في رحلتنا. أما عن صعوبات و مشكلات كل مرحلة، فالمشكلات لا تنتهي مثل صوت القطار الذي لا ينقطع ابداً ...تبدأ في الشعور به فقط حين يتشكل وعيك بما يكفي ليجعلك تنتبه و تنصت إليه، لكن مع مرور الوقت تعتاده و يصبح مجرد صوت في الخلفية لا يمنعك من ممارسة أنشطتك الحياتية، ولا يمنع القطار من إكمال مسيرته. تدور أعيننا بحثاً في كل محطة عن ذاك الضيف المسمي السعادة، ليركب بجوارك في القطار. حتي تكتشف إنه لطالما كان معك.. بداخلك فالسعادة ليست شئ مادي نبحث عنه أو نمتلكه فنشعر بالسعادة...بل هي شعور دفين يولد معنا...شعور يستثار وفقا لنظرتنا لكل شئ يحدث حولنا. شعور لا يتسم بالأبدية أو الاكتمال محظوظ من يدرك هذا المفهوم في المحطات القليلة الأولي؛ حتي لا يشقي في الدوامة الوهمية للبحث عن السعادة و لكن يستمتع بالسعادة الدنيوية الحقيقية..سعادة الرحلة!
محظوظ من يتعلم التكيف مع طبيعة كل مرحلة ليصنع من كل محطة أحلي مرحله في حياته.

Comments

Popular posts from this blog