ترويض الضمير

 سؤال يتردد علي ذهني كثيرا كلما رأـيت الظروف الحياتية الراهنة التي اصبح الانسان غارق فيها هل يقومنا الضمير و يرشدنا للطريق الصحيح ام تفرض علينا متطلبات الحياة ان نقومه نحن ليتماشي معها؟
فكما نعرف ان الضمير هو المسئول عن محاسبة الذات و تنبيها عند ارتكاب الاخطاء عن طريق تفعيل الاحساس بالذنب و توفير الوسائل للتكيف مع متطلبات الحياة بطريقة مثالية؛لكن للأسف هناك من يلجأ للتكيف مع متطلبات الحياة التي يفرضها علينا مجتمعنا الحديث بطريقة (مشي حالك)؛(يا عم طنش)؛(خلي المركب تمشي) و يميت الاحساس باذنب بكثرة التبريرات الزائفة غير المنطقية حتي يجد نفسه تلقائيا يبرر تصرفاته ايا كانت علي انها الحل الوحيد او الحل العملي المتاح.و تدريجيا مع كثرة التبريرات الزائفة يفقد الضمير وظائفه الاساسية و يتحول لكلمة مجردة من معناها الحقيقي يتشدق بها عديمي الضمير لخداع الناس و اخفاء حقيقة انعدام ضمائرهم و تلوثها عنهم.
هذه السياسة اصبحت متبعة لدي كثير من البشر و التي يمكن ان نستدل عليها من امثلة كثيرة حولنا ؛فمثلا طريقة تبرير الناس للغش بحجة التعليم(بايظ) ؛(ما كلوا بيغش) ؛(انا مش بغش انا بتأكد من اجاباتي) ؛و هكذا حتي يصلوا ان الغش ليس محرما بل و انه ضرورة للتكيف مع الظروف الراهنة منافيين كل المبادئ الاخلاقية و الدينية.
كذلك السياسيون اصبحوا يتبعون هذه الطريقة ؛فنحن نري من في الساحة السياسية الان يبررون اي تصرف يخدم  مصالحهم الشخصية و الفكرية و الحزبية ؛يبررون اي تصرف يبقيهم هم او من يؤيدوهم في مناصبهم؛يبررون خداع الشعب و اعطائه حقائق مزيفة. دون النظر ان كانت مواقفهم و تبريراتهم تضر بمصلحة مصر ام لا؟
و غيرهما من امثلة كثيرة نشهدها يوميا و نفعلها احيانا دون ان ندرك و يبقي السؤال هل نتمسك بضميرنا و نتركه يقومنا ام نروضه  بسوط تبريراتنا و نتركه يموت داخلنا؟

Comments

Post a Comment

Popular posts from this blog